mercredi 13 février 2008

شباب الجنوب الشرقي : شباب مهمش في انتظار فك الحصار


لم يعد يخفى على أحد ، بعد الاحتجاجات المتتالية لشباب الجنوب الشرقي و خصوصا منطقة مسمرير و بومالن دادس، حجم التهميش الذي يعانون منه ، و حجم الضياع الذي يحسونه خصوصا و أنهم مدرجون ضمن خانة''المغضوب عليهم'' من طرف السلطة التي لا تذخر جهدا في النزول عليهم بالعصي تارة ، و في اعتقالهم تارة أخرى ، حتى أضحى مشهد سيارات القوات المساعدة و قوات القمع التي تهرول إلى هذه المناطق لقمع المحتجين أمرا عاديا ، غالبا ما نتعجب لعدم رؤيته ، هذه الحالة التي إن دلت على شيء فإنما تدل على درجة الوعي الذي وصل إليه هؤلاء الشباب رفقة أهاليهم الذين سرعان ما يساندونهم في وقفاتهم . وعي بأهمية الدفاع عن حقوقهم المهضومة ، ووعي بالواقع المزري الذي يعيشونه و بنجاعة أسلوب الاحتجاج و التظاهر في تحقيق مطالبهم العادلة أمام غطرسة الحكومة الحالية التي أتت لتتمم ما بدأته الحكومات السابقة من تطويق لمنطقة الجنوب الشرقي و من عزل لها عن العالم الخارجي .
تتكون شريحة الشباب في الجنوب الشرقي من عدد لا بأس به من الطلبة ، و من تلة كبيرة من المعطلين و قليل من العاملين في مجالات شتى ، كالفلاحة و التجارة و الحدادة ..... ، غير أن فئة الطلبة و التلاميذ و المعطلين هي الفئات الأكثر تشبثا بمطالبهم و بحقوقهم ، و هي الفئات التي نجدها غالبا ما تبادر إلى النضال و الاحتجاج نظرا لمعاناتهم اليومية سواء في قاعة الدرس في الثانويات و التي تفتقر إلى التجهيزات ، أو داخل أسوار الجامعة حيث يعانون من هزالة المنحة الدراسية و من مشاكل النقل ، أو في الحصول على وظيفة أثناء التخرج نظرا لسيطرة الفئة البورجوازية على مراكز القرار و بالتالي مركز التوظيف و التشغيل ، و هي الأسباب ذاتها التي تدفع أهاليهم لمساندتهم خصوصا و أن الفقر هو التيمة الأكثر سيادة في هذه المناطق و بالتالي حاجتهم إلى كل فلس يمكن أن يدره أبناؤهم من خلال وظيفة قد تكون أو لا تكون و هو ما يدفعهم إلى المطالبة بتشغيل أبنائهم المعطلين و بتوفير الكتب المدرسية لأبنائهم التلاميذ و بتوفير العناية الطبية اللازمة كي لا يضطروا للسفر بعيدا لتلقي العلاج . كل الظروف إذن هي ظروف تساعد في تكوين سكان واعين بحقوقهم و تكوين جيل من المناضلين القادرين على وقف سياسة التهميش و الحصار .
حتى دار الثقافة التي بناها الإتحاد الأوروبي بقلعة مكونة ، في محاولة لتنمية هذه المناطق -لأسباب ذاتية عدة- ، لم تستطع تحقيق ما صبا إليه الشباب ، فقد كانوا بانتظار اليوم الذي ستعمل فيه الدار بشغف غير أنها أتت لتفاجئهم بقوانين و عراقيل عدة تضعها السيدة المديرة على جميع رواد الدار قليلا و على الجمعيات الأمازيغية كثيرا ، لكن هذه العراقيل سرعان ما تتبدد إذا كان الأمر يتعلق بجمعية إسلاموية معادية للقضية الأمازيغية التي أخذت الجمعيات الأمازيغية في الجنوب الشرقي على عاتقها الدفاع عنها و عن تواجدها في المؤسسات العمومية ، و هذا الحيف هو ما يطرح أكثر من تساؤل فهل نحن بصدد الحديث عن دار للثقافة أم دار للمنار و الإحسان و تصفية الفكر الراديكالي ؟؟ قضية دار الثقافة إذن هي القضية الجديدة التي سيأخذ مناضلوا قلعة مكونة من تلاميذ و طلبة و فعاليات جمعوية مهمة الدفاع عن حق التواجد فيها و استغلال فضائها و رفع الحيف الممنهج على الجمعيات الأمازيغية ذات التوجه الراديكالي .
و ما دمنا نتحدث عن شباب الجنوب الشرقي فلا بأس أن نتحدث عن محطة التطهير التي بنيت قبالة نوافذ قاعات مؤسسة تعليمية و هو الأمر الذي يجعل التلاميذ ينفرون بعض الأحيان من الدروس و غالبا ما يتغيبون عن الدراسة بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من المحطة المذكورة ، مما جعل التلاميذ يعتبرون محطة التطهير تلك حلقة جديدة من مسلسل التهميش الممنهج ضدهم .
في النهاية نخلص إلى خلاصة سريعة غالبا ما يخلص إليها أي متأمل للوضع في الجنوب الشرقي خاصة و في المغرب عامة هي أن الإرادة السياسية لتحقيق تنمية حقيقية في مناطقنا و في نشر مبادئ المساواة و الديمقراطية لا تزال منعدمة في مغربنا الحبيب .

مصطفى جليل/قلعة مكونة

Aucun commentaire: